"طامح" الموظف البسيط والأزمة المالية العالمية - قصة قصيرة على جزئين

 الجزء الأول:
الشاب طامح هو موظف بسيط يعيش من دخله المتواضع الذي لا يكاد يكفيه حتى نهاية الشهر ، وهو مستأجر لشقة صغيرة بمبلغ 150 دينار شهريا يعيش فيها مع زوجته وأبنائه. الشاب طامح يعمل في أحد المؤسسات الحكومية  يشاطره في غرفة مكتب واحدة زميله فهمان تعينا سويا وبنفس الدرجة والراتب.
وفي أحد الأيام تفاجأ صديقنا طامح بزميله فهمان يخبره بأنه اشترى بيتا بالتقسيط. كيف حدث هذا وكيف يعقل ومن أين استطاع الحصول على التمويل لشراء البيت ؟؟؟ كل هذه أسئلة جالت في خاطر طامح ، وقبل أن يصحو من غفلته فاجأه فهمان بأنه يستطيع كذلك أن يمتلك بيتا بالتقسيط مثله ، وأعطاه رقم المكتب العقاري الذي اشترى البيت عن طريقه .

انتهت ساعات الدوام ثقيلة على قلب طامح ، فهو يريد أن يطير إلى البيت ليخبر زوجته بالخبر السار ، ولم يستطع أن ينام تلك الليلة ، وما إن جاء الصباح حتى قام باتصال فوري مع موظفة المكتب العقاري الآنسة ألعوبة ، التي اهتمت كثيرا باتصال طامح وأصرت عليه هو وزوجته أن يزورا المكتب . لم يكذب طامح وزوجته الخبر ، وانطلقا من ساعتهما إلى المكتب العقاري ، وقابلا الآنسة ألعوبة التي استقبتلهم بكل حفاوة . لقد جاء إلى المكان الصحيح ، حلمه اقترب من أن يصبح حقيقه . هكذا فكر طامح في نفسه . بعد أن استراحا قليلا وقلبت الآنسة ألعوبة أوراق الراتب والتي لا يملك صديقنا غيرها كضمانة للقرض ، أخبرتهم أنه بوضعهم الحالي لا يمكنهم الحصول على قرض من أي بنك بسبب انخفاض الراتب ، ولكنها قررت أن تساعده ، كيف لا وهي نصيرة الكادحين من الشعب ، فأخبرته أنه بإمكانه الحصول على القرض من بنك الرحمة ولكن بمعدلات فائدة أعلا ، وأنها ستساعده مساعدة أخرى كذلك من خلال تخفيض أسعار الفائدة في الفترة الأولى إلى أن "يقف طامح على رجليه" . لم يفكر طامح كثيرا ووافق دونما تردد ، المهم كان لديه أنه سيمتلك شقة وبقسط مساوي تقريبا لمبلغ الإيجار الشهري الذي يدفعه.

اشترى طامح البيت ، وكان فرحا بشكل لا يوصف ، فهذا أهم حدث في حياته ، لم يتوانا بأن يخبر جميع الأقارب والأصحاب والمعارف بهذا الانجاز العظيم ، فكل دفعه يدفعها تعني أنه تملك جزءا من البيت بدلا من أن يدفعه لصاحب الشقة المستأجرة وتذهب في الهواء. فعلا لقد صدق رئيس البلد عندما قال أن من حق كل مواطن أن يمتلك بيته الخاص وهذا ما عمل عليه وهذا ما تحقق فعلا مع صديقنا طامح.

ومع استمرار ارتفاع اسعار البيوت نتيجة للطلب الكبير عليها من أمثال طامح وفهمان ، ازدادت فرحة صديقنا طامح لأنه يستطيع الآن أن يبيع البيت اذا أراد وأن يحقق ربحا ، وتأكدت فرحته عندما اتصلت به موظفة بنك الرحمة رؤوفة وبشرته بأنه يستطيع الحصول على قرض إضافي بمبلغ 20 ألف دينار نظرا لارتفاع قيمة بيته  بمبلغ 10 آلاف دينار. إنه يوم سعد جديد في حياة طامح ، وأخيرا فإنه سيقضي الإجازة التي طالما تمناها في جزر الأحلام ، وسيقوم ببعض التحديثات في البيت وما تبقى سيدفعه كمقدم لسيارة جديدة ، نعم لقد استحق ذلك بكل جدارة ، وها قد ابتسم له الحظ أخيرا.

حتى لا أطيل عليكم ، سنكمل قصة صديقنا طامح   ، فتابعونا .. من هنا 
مشاركة على

Unknown

وصف الكاتب هنا

    التعليق بإستخدام حساب جوجل
    تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات :

إرسال تعليق